روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | أختي تلبس حجابا غير ساتر.. كيف أتعامل معها؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > أختي تلبس حجابا غير ساتر.. كيف أتعامل معها؟


  أختي تلبس حجابا غير ساتر.. كيف أتعامل معها؟
     عدد مرات المشاهدة: 2464        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

لي أخت تلبس الحجاب لكن تلبس ملابس ضيقة تشف أحيانا وتصف أحيانا أخرى لا تقتنع بما نقوله لها من نصائح وهي في غاية العناد على الرغم من صلاح قلبها وطيبتها.. أفيدونا في كيفية التعامل معها.

الجواب:

بداية نشكر حرصك على أختك ورغبتك في صلاحها ونسأل الله أن يعينك على إرشادها للالتزام بالحجاب الشرعي الذي يرضي الله ورسوله. وللأسف نقول: إن كثيرًا من الفتيات يظنن أن الحجاب ليس سوى قطعة من قماش توضع على الرأس لتغطي الشعر، ويرين أنهن إن وضعنه فقد التزمن بالحجاب الشرعي الكامل وأرضين ربهن به، بينما ترتدي الملابس الضيقة التي تظهر معالم الجسم فتبدو وكأنها شكل آخر من أشكال الموضة الملفتة للنظر وهي ما يسمى الآن (بحجاب الموضة). لابد هنا أخي السائل أن تبين لأختك الشروط والأحكام الشرعية الخاصة بالحجاب فالستر ليس للرأس فحسب ولكن للجسد، وقد ذكرت أن في أختك من الخير والصلاح ما يمكن التعويل عليه. فهي إذًا بحاجة إلى تصحيح بعض المفاهيم التي قد تكون مغلوطة عن الحجاب؛ حول ماهيته ومفهومه وشروط صحته، فلعل مفهوم الحجاب لم يكتمل في ذهنها. وهذا واجب الوالدين أولا ثم بقية أفراد العائلة. ربما تكون أختك ولدت في بيئة مغلقة مما جعلها ترتدي الحجاب باعتباره عادة لا ديانة، دون أن تطّلع على أحكامه، وتعرف فضله وأهميته، وبالتالي فإن قرار حجابها لم يكن بقناعة داخلية بل باعتباره عادة اجتماعية مما جعلها لا تحرص عليه كل الحرص أو لم تتعرف على شروطه وما يتعلق به من سلوك وانضباط شرعي. إيصال الفكرة الصحيحة عن الحجاب وإقناعها بها قد يحتاج منك الكثير من الصبر والروية وسعة الصدر والتذكير بالله تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55]. كما يحتاج منك الأمر إلى اجتهاد في محاولة إفهامها مفهوم الحجاب الحقيقي خاصة مع ما نشاهده حولنا من أنواع لا حصر لها من أغطية الرأس التي تسمى زورا بالحجابً وما تبثه القنوات الفضائية من دعوات إلى التحرر والرذائل والعلاقات المحرمة والمشبوهة.. دورك هنا أن تبين لها الغرض من الحجاب وأن ما ترتديه لا يحقق هذا الغرض بالصورة المطلوبة شرعا. ومن المهم أن تعلم أنت قبل أن تبدأ الحوار معها أن الحجاب لن يحقق غرضه وهدفه إن لم يكن نابعًا من داخل الإنسان وليس بضغوط خارجية أو عادات اجتماعية، خاصة عندما تبلغ الفتاة رشدها، وتصبح عاقلة واعية.. فيصبح النقاش والإقناع لها أقوى من الضغط والإجبار. ومن المفيد أن تذكرها أن الحجاب الشرعي الذي يخرج المرأة من الإثم هو ما يجمع الأوصاف التالية:

1- أن يكون ساترًا.

2- أن يكون واسعًا فضفاضًا لا يبرز ولا يحدد أجزاء الجسم.

3- أن يكون سميكًا لا يصف ما تحته ولا يشف.

4- أن لا يكون من الملابس الخاصة بالرجال.

5- أن لا يكون من لباس الشهرة.

6- أن لا يكون زينة في نفسه حتى لا يبطل المقصود به، فالحكمة من فرض الحجاب هو التستر.

والدليل على أن من شروط الحجاب أن لا يكون زينة في نفسه (كما هو الحال في حجاب أختك وحجاب الموضة) قول الله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: من الآية 31]. أخي السائل عليك أن تناقش أختك حول سبب ارتدائها الحجاب: هل هو إرضاء لله عز وجل أم لأسباب اجتماعية متعلقة بالعادات والتقاليد أم أنها نشأت في عائلة تلبس الحجاب فلم تجد مناصًا عنه حتى لا تتعرض للانتقاد ممن حولها؟ عليك أن تخبرها وبالإقناع أن حجابها لا يحقق شروط الله من حجاب المسلمة وأن المسلم مأمور أن يعبد الله كما أمر لا أن يعبده على هواه. كما قال الله تبارك وتعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}.

نقطة هامة يجب أن تلفت النظر إليها وهي من الأمور التربوية المهمة التي يجب أن يعتني بها الأهل وأعني بذلك تعويد البنات على لبس الملابس المحتشمة منذ الصغر حتى يكون ارتداء الحجاب سهلًا ومقبولًا عند البلوغ؛ لأن التفريط والتساهل بهذا الأمر من قبل الأم ينعكس سلبًا على مدى تقبل الفتاة للحجاب عند البلوغ. وعلى الأم أن تغرس في قلب ابنتها حب الحجاب والاقتناع به منذ الصغر وأن تكون هي مثلًا أعلى لابنتها لترغب في تقليدها وتطلب من تلقاء نفسها ارتداء الحجاب. سائلين الله الهداية لأختك وأن يصلح الله ظاهرها وباطنها.

الكاتب: سلام الشرابي.

المصدر: موقع المسلم.